وقوله: (إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ) (التوبة: من الآية7).
مع اختلاف المعنيين في كل آية من الآيات السابقة حسب موقفهم من العهود التي كانت بينهم وبين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .
والعهد الذي كان بين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهؤلاء يتلخص بما يلي:
1- المسالمة بينهم وبين المسلمين، وعدم اعتداء أي طرف على الآخر، ولهم الأمان ومن دخل في حكمهم ورضي في عهدهم قال تعالى: (فَإِنْ تَوَلَّوْا فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيّاً وَلا نَصِيراً إِلَّا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ) (النساء: من الآيتين 89،90) (¬1)
2- نصرة كل طرف للآخر إذا استنصره، إلا أن يكون ضد طرف ثالث له ميثاق مع من طلبت منه النصرة، فلا نصرة إذًا، ولكنه الحياد.
قال تعالى مبينًا حق المؤمنين الذين لم يهاجروا: (وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) (الأنفال: من الآية72) (¬2)
وقد كان العهد مع بعضهم إلى مدة، وبعضهم لا مدة له (¬3) .
ومن أهم الأدلة على ذلك:
¬__________
(¬1) - انظر تفسير الآية وبيان هذا الشرط في تفسير الطبري 5/196-197.
(¬2) - الشاهد في الجزء الأخير من الآية.
(¬3) - انظر تفسير الطبري 10/59-60.