وقضية الإيمان بالله قضية أساس، من أجلها خلقت البشرية (¬1) فلا غرو أن يأتي العهد والميثاق ضمانة مؤكدة لوجوب الإيمان به سبحانه وتعالى، بل تتابعت الآيات - آيات العهد والميثاق - في هذا المجال وتنوعت ليستوعب المسلم تلك الحقيقة ويؤمن بها ويحذر أن يكون كبني إسرائيل الذي أدّى بهم نقض العهد والميثاق إلى الكفر واللعن والطرد عن رحمة الله (وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرائيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً) (المائدة: من الآية12) ثم بين سبحانه نوع هذا الميثاق وجزاء من التزم به وعمل بمقتضاه، وأن مآله إلى الجنة، أما من نقضه فقد كفر ولم يؤمن، وعبّر عن النقض بالكفر، لأن نقض العهد مساو للكفر بالله، بل هو الكفر بعينه (فَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ) (المائدة: من الآية12) وكما أخذ الله الميثاق على بني إسرائيل بأن يؤمنوا ويصدقوا رسله، فقد أخذ الميثاق على الذين قالوا إنا نصارى (وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ) (المائدة: من الآية14) والميثاق هو الميثاق والنهاية هي النهاية (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ) (المائدة: من الآية17)
¬__________
(¬1) - (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) [الذاريات: 56].