2- التقوى قال علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - التقوى: هي الخوف من الجليل، والعمل بالتنزيل، والقناعة بالقليل والاستعداد ليوم الرحيل (¬1) .
وقيل: التقوى: أن تجعل بينك وبين عذاب الله وقاية (¬2) .
التقوى: كلمة نسمعها كثيرًا، ونعقلها قليلا، وقد وردت كلمة التقوى في القرآن الكريم بتصاريفها المتنوعة أكثر من مائتي مرة.
وكثرة ورودها تدل على الأهمية القصوى لمدلولها. وإن اختلف العلماء في معناها وتعريفها، فهم يتفقون في مآلها وثمرتها.
صفة التقوى خاصية تتعطش لها النفوس المؤمنة، وتسعى لتحصيلها القلوب السليمة، لما لها من أثر حسن وعاقبة حميدة. ولقد جاءت التقوى أثرًا من آثار الوفاء بعهد الله، وثمرة من ثمرات الالتزام بميثاقه.
ففي سورة البقرة يخاطب الله سبحانه - بني إسرائيل: (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (البقرة:63) فالتقوى ليست أمرًا مشاعًا لمن غدا أو راح، وإنما هي ثمن كريم وأثر عظيم لمن قام بعمل جليل، فأخذ التوراة التزامًا بالميثاق يؤدي إلى التقوى.
¬__________
(¬1) - انظر كتاب التقوى في القرآن.
(¬2) - انظر كتاب التقوى في القرآن.