وأغلب من ذكرنا ليسوا من المتخصصين في الدراسات الشرعية بالمعنى الدقيق لكلمة التخصص، فهم في العموم متخصصون في الفلسفة، والأدب العربي، وقد جوَّزوا لأنفسهم أن يتكلموا في علمٍ له رجالُه الذين يحذقون قواعده وضوابطه، ويُتقنون أصوله ومبادئه، وإنما تسَوَّر هؤلاء على هذا الباب، بدعوى فتح مجالات الاجتهاد والتجديد، لإخراج الشعب العربي من التخلف إلى التقدم، ومن التبعية المطلقة لسلطة النقل، إلى الاحتكام إلى مقولات العقل!!!
والدكتور محمد عابد الجابري - محور بحثنا - كاتب مغربي، ولد عام 1936م في قرية " فكيك " المغربية على الحدود الجزائرية، ودرس بها، ثم غادرها إلى " الدار البيضاء" حيث انخرط في خلايا العمل الوطني في بداية الخمسينات، وفي عام 1958م انتقل إلى دمشق للحصول على الإجازة في الفلسفة. ولم يفلح، فعاد للمغرب لينتسب إلى الجامعة المغربية، وفيها أكمل مشواره الأكاديمي، وفي 1964م حصل على " الليسانس" في الفلسفة، ثم حصل على دبلوم الدراسات العليا في الفلسفة عام 1967، وعلى دكتوراه الدولة في الفلسفة عام 1970م من كلية الآداب بالرباط، التي عمل فيها أستاذاً للفلسفة والفكر العربي الإسلامي، له العديد من الكتب من أشهرها: (نحن والتراث) و (نقد العقل العربي) وقد صدر في أجزاء ثلاثة هي (تكوين العقل العربي) و (بنية العقل العربي) و (العقل السياسي العربي) و (الخطاب العربي المعاصر) وغيرها.
والجابري ماركسيٌّ في الأصل، وكان قياديا في الاتحاد الاشتراكي، ثم ترك العمل الحزبي وتفرغ للدراسة والتدريس، وقد شارك في العديد من المؤتمرات العلمية والثقافية، وله مشاركات في الصحف والمجلات. كما أصدر الجابري مجلة (نقد وفكر)، الشهرية. إلى أن توفي يوم3 مايو- أيار، عام2010م .. ...