والثلاثة الأخرى أسماها (فهم القرآن الحكيم: التفسير الواضح حسب ترتيب النزول)؛ ... وفي الفصلين الأوليين من الكتاب الأول: "مدخل إلى القرآن الكريم: الجزء الأول في التعريف بالقرآن الكريم": تحدث الجابري عن الأوضاع التي كانت موجودة لحظة نزول الوحي على الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وأشار إلى انتشار التوحيد في مختلف المناطق المحيطة بالجزيرة العربية: مصر، وبلاد الشام، والعراق، وغيرها، كما أشار إلى عدة فرق انشقت عن المسيحية واعتبرت المسيح - عليه السلام - إنساناً وليس إلهاً كما ادَّعت المسيحية الرسمية، كفرقة (الأبيونية) (¬1)، ورجَّح الجابري أن تكون هي الفرقة التي أشار إليها القرآن الكريم في قوله - تعالى -: (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُم مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ) (المائدة: 28) (¬2) ... ثم أشار الجابري إلى فرقة أخرى ثارت على التثليث وهي (الآريوسية)،نسبة إلى آريوس المولود عام 270م، وأعلن ثورته على القول بألوهية المسيح عام 323م، مؤكداً بشريته، مقرراً أن الأب وحدَه هو الإله،
¬__________
(¬1) - قال الجابري في مقال له بجريدة الإتحاد الاماراتية نشر يوم لثلاثاء:27. 12. 2005م: وقد ذهب بعض الكتاب العرب المعاصرين - ويقصد الكاتب الماركسي: خليل عبد الكريم - إلى حد القول بأن هذه الفرقة هي التي ''حَضَّرَت'' لظهور محمد -عليه السلام -في صورة نبي .. ؟ بل اعتبر أن نبوة محمد - صلى الله عليه وسلم - كانت نتيجة تعاون خديجة ... - رضي الله عنها -، وابن عمها (ورقة بن نوفل) على صناعة (القادم المبارك) حتى صار هو (القادم المنتظر؟!) ... انظركتاب (فترة التكوين قي حياة الصادق الأمين): للماركسي ا خليل عبد الكريم، ص 11،و: ص 151 - 168)
(¬2) - قال مرعي الكرمي في كتابه قلائد المرجان في الناسخ والمنسوخ من القرآن، تحقيق د. سامي عطا حسن، ط2، دار غراس، الكويت، 2008م (ص 173): هذه الآية خاصة بالنجاشي ووفده الذين أسلموا لما قدموا على النبي - صلى الله عليه وسلم - وهم (اثنان وثلاثون، أو أربعون، أو سبعون، أوثمانون رجلا، وليس المراد كل النصارى، لأنهم في عداوتهم كاليهود. انظر الواحدي، علي بن أحمد الواحدي النيسابوري: أسباب النزول، مكتبة الإيمان، المنصورة، ط1، 1996م: ص 136 .. وقال الطبري ومعظم المفسرين: " إن هذه الآية والتي بعدها نزلت في نفر قِدموا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من نصارى الحبشة، فلما سمعوا القرآن أسلموا واتبعوا رسول الله- صلى الله عليه وسلم-. وقيل: إنها نزلت في النجاشي ملك الحبشة وأصحاب له أسلموا معه " جامع البيان ج7:ص2. ولم يرجح أيٌّ منهم ما رجحه الجابري.؟!