وهكذا يبدو شأن الجهاد في سبيل الله عظيمًا، كيف لا وقد أخذ العهد على المؤمنين بأدائه والقيام به إلى يوم القيامة، وإن تخلّوا عن ذلك ضرب الله عليهم الذلة في الدنيا وعاقبهم في الآخرة - والله المستعان -.
وأخيرًا: فمما سبق اتضحت لنا المجالات التي استعمل فيها مصطلح العهد والميثاق في القرآن الكريم، وتبيّن لنا الأثر الفعّال لورود العهد والميثاق في تلك المجالات مما سنفصله في المبحث القادم - إن شاء الله -.
خامساً: المبحث الرابع
الوفاء بالعهد والميثاق
أولا: حكم الوفاء بالعهد والميثاق (¬2) .
دلت الآيات والأحاديث الصحيحة على وجوب الوفاء بالعهد والميثاق، وبيّنت شناعة جرم من نقضهما، أو أخل بهما، وقد يصل الإخلال بهما إلى الكفر كما حدث لبني إسرائيل وغيرهم.
وسأذكر بعض الأدلة من الكتاب والسنة على وجوب احترام العهود والوفاء بالمواثيق.
أولا: الآيات:
قال تعالى: (وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ) (البقرة: من الآية40).
¬__________
(¬1) - انظر صحيح البخاري، كتاب المغازي، باب غزوة الحديبية 5/159.
(¬2) - جاءت هذه الفقرة هنا لارتباطها الوثيق بآثار الوفاء بالعهد والميثاق وآثار نقضهما.