5- كما ورد العهد والميثاق في القرآن الكريم فقد ورد في السنة المطهرة، حيث وردت أحاديث صحيحة فيها لفظ العهد وأخرى فيها لفظ الميثاق، وهذا يعطينا دلالة أكيدة على أهمية العهد والميثاق ومدى العناية بهما، حيث كثر ورودهما في الكتاب والسنة، ولم يكن ذلك عبثًا أو حشوًا واستطرادًا وحاشاهما من ذلك، ولكن زيادة المبنى تدل على زيادة المعنى (¬1) .
6- من التحقيق في معنى الميثاق الذي أخذه الله على ذرية آدم تبين أن الله أخرج ذرية آدم من ظهره وأخذ الميثاق عليهم، مشهدا بعضهم على بعض، ومشهدًا الإنسان على نفسه، أي أخذ بإقراره، فقال لهم سبحانه وتعالى: (أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ) (الأعراف: من الآية172) فأجابوا: (بَلَى) (الأعراف: من الآية172) وهذا قول جمهور العلماء والمفسرين كما سبق بيانه ولا يلتفت إلى قول مخالفيهم كالمعتزلة ونحوهم.
واتضح لنا أن هذا الميثاق ليس كافيًا لإقامة الحجة على الخلق، بل إن الحجة تقوم بإرسال الرسل وإنزال الكتب: (لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ) (النساء: من الآية165). (وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً) (الإسراء: من الآية15).
¬__________
(¬1) - هذه العبارة يقصد بها بنية الكلمة، ولكن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.