وللمستشرقين (¬2) آراء غريبة حول ترتيب سور القرآن الكريم وآياته، تُناقض ما قرّره علماء المسلمين من توقيف الترتيب القرآني، وما ينطوي عليه ذلك الترتيب من ترابط موضوعي، وإعجاز بلاغي، إذ يزعمون أن ترتيب القرآن كان باجتهاد من النبي أو الصحابة، ولا يرجع إلى تعيين النبي - صلى الله عليه وسلم – وتوقيفه، المتلقّى عن الوحي أساساً .. ... والهدف من طرح هذا الإشكال هو: التشكيك والطعن في ترابط النص القرآني، ووحدته وأسلوبه، ومن ثَمَّ ادِّعاء تعرضه للتصرف البشري، الذي هو في حقيقة الأمر نوع من التحريف والتبديل. ولذلك زعموا أن القرآن رُتِّبَ بحسب الأحداث والمواسم، إلى ثلاثين جزءاً ليتناسب مع شهر رمضان .. !! ... جاء في الموسوعة البريطانية ما يلي: " إن القرآن بطوله يمكن مقارنته تقريبا مع العهد الجديد بطوله،
¬__________
(¬1) - أنظر د. سليمان محمد الدقور – في بحثه الموسوم بـ " منهج التعامل مع النص القرآني حسب ترتيب النزول قراءة في كتاب الجابري- فهم القرآن الحكيم - " في مؤتمر التعامل مع النصوص الشرعية " الكتاب والسنة " الذي أقامته كلية الشريعة: الجامعة الأردنية من يوم 4 – 6/ 11/2008م ص: 4 - 5
(¬2) - الاستشراق: هو علم الشرق، أو علم العالم الشرقي، وقد أطلق هذا المصطلح على كل الدراسات الغربية المتعلقة بالشرق الاسلامي في: لغاته، وآدابه، وتاريخه، وتشريعاته، وحضارته بوجه عام. " انظر الاستشراق والخلفية الفكرية للصراع الحضاري، د. محمود حمدي زقزوق. ص 18. مؤسسة الرسالة، ط2، 1975م. "