7- أخذ الله العهد والميثاق على النبيين، والذي نفوا ذلك وقالوا إن الميثاق أخذ على أمم النبيين لا على النبيين أنفسهم، أوّلوا الآية وجانبوا الصواب.
وهذا الميثاق هو أن يؤمن بعضهم ببعض، ويصدق بعضهم بعضًا، وينصره، ويأخذوا ذلك على أممهم، وقد أقررهم الله بذلك فأقروا به، وأعطوا العهد عليه، وأشهدهم على ذلك فشهدوا. وهذا الميثاق أخص مما أخذ عليهم في ظهر آدم مع الذرية.
8- وردت آيات كثيرة في القرآن الكريم تبين أخذ العهد على بني إسرائيل، بعضها مجمل وبعضها مفصل، حيث أخذ الله عليهم العهد بأن يؤمنوا بما في التوراة جملة، ويعملوا بما فيها تفصيلا، كما أخذ عليهم الميثاق بأن يؤمنوا بالرسول - صلى الله عليه وسلم - إذا بعث، وأن يتبعوه، وأن يبيّنوا أمره للناس.
هذا هو الميثاق العام، ثم أخذت عدة مواثيق خاصة تؤكد هذا الميثاق وتبينه، وبعضها يخص قوما من بني إسرائيل دون آخرين.
ويقف المسلم مندهشًا حائرًا أمام هذا الجنس من البشر، قوم كذبوا الرسل وقتلوا الأنبياء، لا عهد لهم ولا ميثاق، آذوا موسى وهو منقذهم من فرعون وقومه، وأعطاهم الله أعظم الآيات فكفروا، ووهبهم أعظم النعم فجحدوا، وتوارثوا الغدر والمكر والخيانة منذ موسى - عليه السلام - إلى يومنا الحاضر، وآيات العهد والميثاق لنا فيها أعظم العبر والدروس، حيث تكشف لنا عن طوية هؤلاء وسوء أخلاقهم، وأنهم لا أمان لهم ولا وفاء.