وقال: يجب ألا نيأس وألا نقنط، لأن المرحلة مرحلة قرن أوقرنين ... !! ... وانتقدَ من يرى أن من الواجبِ مهاجمة اللاعقلانية .. ؟؟ في عقر دارها، واعتبر هذا خطأً، لأن مهاجمة الفكر اللاّعقلاني في مُسَلَّماته؛ في فروضه؛ في عقر داره، يسفر في غالب الأحيان عن: إيقاظٍ وتنبيهٍ ورد فعلٍ، وبالتالي تعميم الحوار بين العقل والـ (الاّعَقْلْ)، والسيادة في النهاية ستكون خاضعةً لـ (اللاّعقل)، لأن الأرضية أرضيته، والميدان ميدانه، والمسألة مسألة تخطيط". (¬2) ... مما حدا بالعلماني الماركسي النصراني جورج طرابيشي إلى القول: " بأن الجابري تصدى للعقل الاسلامي في شبه حصان طروادة " (¬3) فالجابري يتستَّرَ ويتخفى في مشروعه الأخير عن القرآن، كأنه مستشرق متخفٍ في ثياب عربي!
وقد خرج علينا الجابري بدراسات قرآنية كلها وساوس وشبهات، وفرح بكتاباته العلمانيون والحداثيون الذين يُكِنُّون العداء للإسلام .. وكان ما كتبه الجابري عن القرآن الكريم، من آخر ما أَلَّفه، واشتمل على أربعة كتب، صدرت عن مركز دراسات الوحدة العربية ...... ... الأول منها تحت عنوان: (مدخل إلى القرآن الكريم: الجزء الأول في التعريف بالقرآن)، وهو ذات العنوان
¬__________
(¬1) - الأخطاء التاريخية و المنهجية في مؤلفات محمد أركون و محمد عابد الجابري - دراسة نقدية للدكتور: خالد كبير عَلّال. مثل: اقتطاع النصوص من سياقها، وانتقاء الروايات الضعيفة دون الصحيحة، والتمويه بعبارات فضفاضة كقوله: تعددت الروايات، وليست العبرة بالكثرة بل بالصحة ..
(¬2) - الجابري، التراث والحداثة، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء، ط1، 1991م: ص259 - 260.
(¬3) - د. جورج طرابيشي: مذبحة التراث، دار الساقي للطباعة والنشر، 1993م: ص118