وأولو الألباب - كما في سورة الرعد - هو الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق وهم كذلك يتصفون بصفة لازمة للصفة الأولى وهي أنهم يصلون ما أمر الله به أن يوصل من صلة الوالدين والأرحام وحقوق الجوار وغيرهما مما أمر الله به: (الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلا يَنْقُضُونَ الْمِيثَاقَ وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ) (الرعد: 20،21) وضد أولئك من نقض عهده وقطع رحمه وأخل بما أمر الله به.
وهكذا تتضح لنا معالم استعمال العهد والميثاق في القضايا الاجتماعية، تنويهًا للاهتمام بها ورعايتها ولما يؤدي التفريط بها من مفاسد تعصف ببنية المجتمع وكيانه.
سابعًا: في الجهاد في سبيل الله (¬1)
الجهاد في سبيل الله ذروة سنام الإسلام، وركن أساس من أركانه (¬2) فقد ورد العهد في مجال الحث على الجهاد في سبيل الله، وبيانًا لعظم شأنه وعلو مقامه، وأن التخلف يوم الزّحف نقض لعهد الله وانتهاك لحرماته.
¬__________
(¬1) - أخّرت هذا المجال مع أهميته لقلة الآيات التي وردت فيه بالنسبة لما قبله.
(¬2) - لا أعني مصطلح الأركان الخمسة، وإنما أعمّ من ذلك، مع أن بعض العلماء عده الركن السادس من أركان الإسلام.