والجانب العقدي الذي بدا لي في عدد من الآيات التي ورد فيها هذا المصطلح عمومًا يتعلق بالإيمان بالله وكتبه ورسله والإيمان بالشرائع المنزلة.
ومن هنا سأتناول الآيات حسب ما أشرت إليه آنفًا مما يتعلق بجانب العقيدة.
1- الإيمان بالله - سبحانه وتعالى: هذا الجانب من أهم الجوانب، بل هو الأساس الذي تتفرغ عنه جميع مسائل العقيدة، وقد وردت آيات كثيرة تتضمن لفظ العهد والميثاق وتشتمل على وجوب الإيمان بالله - سبحانه وتعالى - إما تصريحًا أو ضمنًا، ففي أول آية في القرآن يرد فيها لفظ العهد والميثاق نجد الحكم من الله تعالى على من نقض العهد والميثاق بالكفر، ومعنى ذلك أن الالتزام بالعهد والميثاق من صميم الإيمان بالله سبحانه، بل لا إيمان إلا بالالتزام بعهد الله وميثاقه، يقول سبحانه: (الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ) (البقرة: 27،28).
إذًا فنقض العهد والميثاق كفر، والالتزام به إيمان. وفي آية أخرى: (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرائيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ) (البقرة: من الآية83).
وفي هذه الآية الكريمة إخبار منه سبحانه بأنه قد أخذ الميثاق على بني إسرائيل بأن يعبدوه وحده لا شريك له، وهذا مقتضى الإيمان به جل وعلا.