وخلاصة القول: ... في حكمة أمية الرسول – صلى الله عليه وسلم -: أن الله بعثه أمياً ... وأعطى البشرية ما يعجز عنه كل متعلم .. فالأمية كمالٌ في حقه – صلى الله عليه وسلم -، ودليل على القدرة والعناية الإلهيتين، وعلى المعجزة الربانية في نفس الوقت .. لأن الله تعالى أفاض عليه من العلوم والمعارف مع كونه لم يتعلم، ولم يقرأ، ولم يكتب، ما تحارُ فيه عقول العلماء .. ... قال البوصيري: ... كفاك بالعلم في الأميِّ معجزة ....... في الجاهلية والتأديب في الُيُتِم. ... وقال شوقي: ... يا أيها الأمي حسبك رتبة .......... في العلم أن دانت بك العلماء.
(واعتراف الرسول – صلى الله عليه وسلم –بقوله (نحن أمة أُميَّة .. وما أما بقارىء) ومسلكه طوال حياته، وشهادة أتباعه، واعتراضات أعدائه، وتصريح القرآن المدوي، كل هذا يثبت بما لا يدع مجالاً للشك، أن الرسول كان أمياً ... ... وكل محاولة غرضها إثبات العكس، هي أضعف من أن تزعزع هذه الحقيقة، لأن محمداً لم يكن يعيش على كوكب آخر، وحياته معروفة في أدق تفاصيلها، وقومه ليسوا بهذه السذاجة ... وإذا كان يعرف القراءة حقاً، ألم يكن من المحتمل أن ينظر مرة إلى مراسلاته، أو إلى المدون من القرآن، أو يراجعها.؟) (¬2)
¬__________
(¬1) - أحمد شحلان: مفهوم الأمية في القرآن، مجلة كلية الآداب، الرباط، عدد1، 1977م. ص 122.
(¬2) - انظر: د. محمد عبد الله دراز: مدخل إلى القرآن الكريم، ص 141 (الهامش).