وروى - أيضًا - قوله - صلى الله عليه وسلم - " بُعِثْتُ لأتمم مكارم الأخلاق " (¬2) .
وروى الإمام أحمد في مسنده عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " إن من أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا وألطفهم بأهله " (¬3) .
مما مضى يتضح مدى اهتمام الإسلام بالأخلاق الفاضلة لما لها من أثر قوي على بنية المجتمع المسلم وقوة الدولة الإسلامية. ومن هنا فقد جاء العهد والميثاق في القرآن الكريم في مجال الالتزام بالأخلاق النبيلة والسلوك الحسن، ففي سورة البقرة يأمر الله بني إسرائيل بالوفاء بالعهد، والوفاء خلق رفيع، كما أن الغدر والخيانة خلق ذميم: (وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ) (البقرة: من الآية40) .
¬__________
(¬1) - الموطأ، كتاب حسن الخلق - ص563، قال الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي محقق ومخرج أحاديث الموطأ: الحديث حسن، بل صحيح أخرجه الترمذي وابن ماجه من حديث الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة.
(¬2) - الموطأ، - كتاب حسن الخلق - ص 564، قال محمد فؤاد: قال ابن عبد البر: هو حديث مدني صحيح متصل من وجوه صحاح عن أبي هريرة.
(¬3) - المسند 6/47.