ويأمر الله رسوله - صلى الله عليه وسلم - أن يدعو أهل الكتاب قائلا: (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْأِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ) (المائدة: من الآية68) وذلك لما جاء بعض اليهود إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقالوا: إنا نأخذ بما في أيدينا فإنا على الحق والهدى، ولا نؤمن بك، ولا نتبعك، فأنزل الله هذه الآية (¬1) مبينة أن الشريعة واحدة وكلها من عند الله فالكفر بالبعض كفر بالكل، والكفر بواحدة كفر بالله جل وعلا، ثم ذكرهم بما أخذه عليهم من ميثاق: (لَقَدْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرائيلَ وَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ رُسُلاً) (المائدة: من الآية70) الآية.
¬__________
(¬1) - انظر تفسير الطبري 6/310.