وثبت عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: " من كان بينه وبين قوم عهد فلا يحلّن عقدة ولا يشدّها حتى يمضي أمده، أو ينبذ إليهم على سواء " - رواه الترمذي (¬2) .
وعن أبي سعيد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " لكل غادر لواء عند أسته يوم القيامة " - رواه مسلم (¬3) .
وعن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال " إن الغادر ينصب الله له لواء يوم القيامة، فيقال: ألا هذه غدرة فلان " رواه مسلم (¬4) .
والأحاديث في هذا الباب كثيرة جدًا، والسُنة الفعلية تشهد لذلك، ومن هنا فإن وجوب الوفاء بالعهد والميثاق أمر واضح لا يحتاج إلى مزيد بيان، ونقضهما محرم بصريح الكتاب والسنة.
ثانيًا: آثار الوفاء بالعهد والميثاق
جعل الله لكل عهد جزاء ولكل فعل أثر، والخوف والرجاء من صفات النفس البشرية، فهناك نفس تنقاد مع الوعد وأخرى تخشى الوعيد، والمؤمن يعيش دائمًا بين الرجاء والخوف.
وباستقرار آيات العهد والميثاق نلحظ الآثار التي قد رتبها الله سبحانه وتعالى على الالتزام بالعهد والميثاق، كما نلحظ تنوعها وتعددها، فهناك الآثار التي تخص الفرد وأخرى تعم الجماعة، بعضها في الحياة الدنيا وأخرى يوم القيامة.
¬__________
(¬1) - صحيح البخاري، كتاب الجزية والموادعة، باب إثم الغادر للبر والفاجر 4/127.
(¬2) - سنن الترمذي، أبواب السير، باب ما جاء في الغدر 3/71، وقال محققا زاد المعاد 3/125: إسناد صحيح.
(¬3) - صحيح مسلم، كتاب الجهاد، باب تحريم الغدر 5/142.
(¬4) - صحيح مسلم، كتاب الجهاد، باب تحريم الغدر 5/142.