جـ- الأخلاق سرّ من أسرار بقاء الأمم ودوامها، وفقدانها سبب لدمارها وفنائها. والخلق الحسن سمة بارزة في جبين الفرد، يقوده إلى مدارج العزّ والخلود. وهذا المجال واسع رحب له آثاره ومزاياه، لذلك جاءت العهود والمواثيق محتفية بهذا الجانب ومؤكدة عليه، فوردت آيات كثيرة من آيات العهد والميثاق مشتملة على بيان أخذ الله العهود على البشر، ليلتزموا بالأخلاق الفاضلة ويبتعدوا عن أي خلق ذميم، على مستوى الفرد والجماعة.
د- من مآسي العالم في عصرنا الحاضر - وما أكثر مآسينا - عدم احترام العهود والمواثيق التي تبرم بين الدول، فكم من اتفاقية وقعت، وعهود كتبت، لم تزد أن تكون حبرًا على ورق، وهذا سبب القلائل والفتن والحروب. والإسلام يأبى هذه الأخلاق، ودين الله يدعو إلى الوفاء وحسن الجوار.
ومن هنا جاء مصطلح العهد والميثاق في مجال العلاقات الدولية ليرسم للبشرية ما يجب أن تكون عليه سياسة الدول، بعيدًا عن الغدر والخيانة وأخذ الناس الآمنين على حين غرة. وبهذا تسعد البشرية، وتعيش في أمن يسود حياتها، ويتيح لها أن تتقدم في جميع شئون الحياة ومجالاتها، بعيدًا عن الخوف والهلع، وتوقع الغدر والخيانة.