وقد اتضح لنا فيما مضى المجالات التي تم فيها ورود مصطلح العهد والميثاق في باب العقيدة، وتبين أثر هذا المصطلح في تقرير العقيدة، وبيانها والذود عن حماها، ودعوة الناس إلى الوفاء بعهودهم ومواثيقهم التي عاهدوا الله عليها، في الإيمان به وتصديق رسله وما معهم من كتب وشرائع.
ثانيًا: في العبادات
أمر الله سبحانه عباده بأن يعبدوه ولا يشركوا به شيئًا، وجاء الأمر بالعبادة مجملا ومفصلا، فنجد مثل قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) (الذاريات:56) وقوله: (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ) (النساء: من الآية36) وكما جاء الأمر بالعبادة مجملا جاء مفصلا كقوله جل وعلا: (وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ) (البقرة:43) وقوله: (وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ) (الأنبياء: من الآية73) وغيرها من الآيات، ومن هنا فإن من أوسع المجالات التي استعمل فيها لفظ العهد والميثاق مجال الأمر بالعبادة في فروعها المتنوعة، فنجد في أمر الله لبني إسرائيل بالوفاء بالعهد يقول لهم سبحانه: