38 الاتجاه العلماني المعاصر في علوم القرآن الكريم الصفحة - الهاشمي
الهاشمي الهاشمي
test banner

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

38 الاتجاه العلماني المعاصر في علوم القرآن الكريم الصفحة




باطل، وكان عليه أن يُوثّقه. لأن زعمه هذا هو حكاية لخبر، والخبر يجب توثيقه، وهو لم يُوثّقه، فمن أين جاء بزعمه هذا.؟!.
و قوله بأنه لا أحد من الرواة ذكر أن قريشاً نسبت إلى الرسول- عليه الصلاة و السلام- كتابة القرآن، فهذا يحتاج إلى توضيح، وإزالة الغموض الذي يكتنفه، والتلبيس حوله ...
لأن الحقيقة هي أن قريشاً اتهمت فعلا الرسول-عليه الصلاة والسلام- بأنه كتب جانباً من القرآن بواسطة بعض أهل الكتاب. بمعنى أن ذلك كُتِبَ له بطلبه و أمره، وقد سجل القرآن هذا الاتهام على لسان قريش، في قوله سبحانه: (وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا) (الفرقان: 5). وقوله: (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ) (النحل: 103). فهذا دليل قاطع على أن قريشاً اتهمت الرسول بكتابة القرآن بواسطة أهل الكتاب، ... وهذا الاتهام يتضمن أيضاً دليلاً دامغاً على أن قريشاً كانت تعرف أن النبي-عليه الصلاة و السلام- كان أمياً لا يعرف القراءة ولا الكتابة، لهذا اتهمته بأن بعض أهل الكتاب كتب له القرآن. فلو كانت تعتقد أنه يعرف القراءة والكتابة لاتهمته مباشرة بأنه تعلّم ذلك وكتبه بنفسه، ولا ما قالت: (اكْتَتَبَهَا)، و (إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ). ولا شك أن الذي يعرف القراءة والكتابة يكتب ويُطالع بنفسه. وهذا لم يثبت في حق رسول الله ... - صلى الله عليه وسلم -،ولا اتهمته به قريش ..
وقد فسر اللغويون كلمة (أمي) بأنها الجهل بالقراءة والكتابة، ورأوا أنها نسبة إلى: الأمة الأمية، أو أم القرى (مكة) أو (الأم) (¬1)، ولم يقبل المهتمون بالدراسات الاسلامية من المستشرقين وتابعيهم تفاسير المفسرين واللغويين لكلمة (أمي) فهي عندهم لا تعني الذي يجهل الكتابة والقراءة كما تقول اللغة العربية، بل هي بمعنى: الوثني، أو غير اليهودي كما تقول اللغة العبرية .. ؟ (¬2) .. ... لأنهم يريدون أن يثبتوا (تحكماً) أن النبي - صلى الله عليه وسلم –كان قادراً على القراءة والكتابة، أي أنه تعلم ما جاء به من اليهود والنصارى .. ؟؟!! ... مع أن القرآن الكريم حسم هذا الأمر حسماً لا يدع مسرباً لشك بقوله تعالى: (وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ) (العنكبوت: 48)
¬__________
(¬1) - انظر: لسان العرب مجلد1:ص 105، والقاموس المحيط: ج 4: ص 105.
(¬2) - انظر دائرة المعارف الاسلامية: مادتي: أمة، وأمي ..

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

عن الموقع

author الهاشمي  مدونة القرآن الكريم. تهدف هذه المدونة إلى عرض ونشر ما كتب وتفرق من الأبحاث والمقالات التي تدرس علوم شريعة الإسلام، وما كتب عن حياة وكتب واسهامات علماءه، اضافة إلى ...

معرفة المزيد ←

زوار المدونة

احصاءات المدونة

جميع الحقوق محفوظة

الهاشمي

2020