وهكذا ترد آيات العهد والميثاق في مجال الدعوة والإيمان بالرسل والأنبياء - عليهم الصلاة والسلام - وقد وردت بأساليب عديدة وألفاظ متنوعة لتصل من خلال ذلك إلى تحقيق هذا الهدف العظيم، فعدم الإيمان بالرسل نقض للعهد والميثاق، والإيمان برسول دون رسول أو بنبي دون آخر كفر بواح وتفريق بين رسل الله، والمؤمنون يقولون ويعتقدون (لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ) (البقرة: من الآية285) وبهذا يكون أداء الميثاق والوفاء بالعهد ومن كفر فإن الله غني عن العالمين.
الإيمان بالشرائع المنزلة
أرسل الله رسله وأنزل كتبه إلى البشرية بدين واحد، وعقيدة واحدة، لم تتغير ولم تتبدل من لدن نوح - عليه السلام - إلى خاتم الأنبياء وصفوة المرسلين نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - .
وإن كان هناك من اختلاف فهو في فروع الشريعة وما يتصل بها من أحكام وكما أن شريعة النبي الواحد يدخلها النسخ فالشرائع كذلك، لأن لكل أمة ما يناسبها وما يلائم حاجاتها ومصالحها، والله سبحانه وتعالى هو العليم الخبير.