ومما سبق يتضح لنا هذا النوع من العهود والأمان لمن أسلم من قبائل العرب.
ثانيًا: عهود أعطاها الرسول - صلى الله عليه وسلم - لبعض قبائل اليهود
تحدثت في هذا النوع الأول عن العهود التي كانت بين الرسول - صلى الله عليه وسلم - وبين اليهود، واليهود الذين تحدثت عن عهودهم - هناك - هم يهود المدينة (بنو قينقاع - بنو النضير - بنو قريظة) ويهود خيبر، وهنا أذكر بعض من كتب لهم الرسول - صلى الله عليه وسلم - عهودًا فيها الأمان والذمة.
فقد كتب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى بني جنبة (¬2) وهم يهود بمقنا، وكتب لبني غاديا، (¬3) وهم قوم من يهود، وكتب لأهل جربا وأذرح (¬4) وهم قوم من اليهود.
وهذه أمثلة لنوع تلك العهود:
1- (هذا كتاب من محمد رسول الله لبني غاديا، أن لهم الذمة وعليهم الجزية، ولا عداء ولا جلاء) (¬5) .
2- (هذا كتاب من محمد لأهل جربا وأذرح أنهم آمنون بأمان الله وأمان محمد، وأن عليهم مائة دينار في كل رجب وافية طيبة والله كفيل عليم) (¬6) .
ثالثًا: العهود التي أعطاها - صلى الله عليه وسلم - لبعض طوائف النصارى
لم يواجه - صلى الله عليه وسلم - من النصارى كما واجه من اليهود أو من كفار قريش، وذلك لأنهم لم يساكنوه - صلى الله عليه وسلم - فبعد مكانهم كان سببًا رئيسًا في ضعف أثرهم في المجتمع المسلم.
¬__________
(¬1) - طبقات ابن سعد 1/288؛ والوثائق السياسية - ص246.
(¬2) - انظر طبقات ابن سعد 1/276؛ والوثائق السياسية - ص91.
(¬3) - انظر طبقات ابن سعد 1/279؛ والوثائق السياسية - ص73.
(¬4) - انظر طبقات ابن سعد 1/290؛ وسيرة ابن هشام 4/214.
(¬5) - طبقات ابن سعد 1/279؛ والوثائق السياسية - ص73.
(¬6) - طبقات ابن سعد 1/290؛ والوثائق السياسية - ص90.