وكما بدأت آيات العهد والميثاق في القرآن الكريم في مجال الإيمان نجد خير ختام لهذه الآيات في المجال نفسه، فكما أن آخر آية (¬1) ذكر فيها لفظ الميثاق وردت في سورة الحديد، وهي في صميم مجال الإيمان - كما أسلفت - نجد أن آخر آية ورد فيها لفظ العهد جاءت في سورة المعارج، مبينة وصف المؤمنين - كما في سورة المؤمنين (وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ) (المؤمنون:8) فكما كانت البداية كانت النهاية.
ومن خلال ما مضى يتضح لنا أن مجال الإيمان - وهو أخص أبواب العقيدة - من أوسع المجالات التي ورد فيها مصطلح العهد والميثاق، ويزداد الأمر وضوحًا إذا تذكّرنا أن أهمّ العهود والمواثيق ما أخذه الله على آدم وذريته عند إخراج الذرية، وفي أي مجال؟ أنه الإقرار بعبودية الله جل وعلا، وهل ذلك إلا الإيمان بالله وحده وصدق الله العظيم (وَقَدْ أَخَذَ مِيثَاقَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) (الحديد: من الآية8).
الإيمان بالكتب المنزلة
¬__________
(¬1) - أي في الترتيب لا في النزول.