2- هناك وثائق منسوبة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفيها بعض العهود لليهود وأخرى للنصارى وهي مكذوبة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأثر الوضع عليها ظاهر ومن تلك الوثائق ما ادعاه بعض اليهود في وثيقة قالوا أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - أعفاهم من الجزية (¬1) وما ادعاه بعض النصارى في أن الرسول عهد لهم بأشياء في نجران (¬2) وقد قام د. محمد حميد الله ببيانها وكشف زيفها (¬3) .
وبعد: فهذا ما تيسر بيانه مما يتعلق بالعهود والمواثيق التي كانت على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وذكرها القرآن الكريم في عدة مواضع.
رابعاً: المبحث الثالث
مجالات استعمال مصطلح العهد والميثاق
بعد النظر والتمعّن والاستقراء للآيات التي ورد فيها لفظ العهد أو الميثاق، وبعد الرجوع إلى تفسير هذه الآيات وما قبلها وما بعدها مما يرتبط بها أو ترتبط به، اتضح لي أن هذا المصطلح استعمل في مجالات كثيرة، ولم يكن حصرًا على الاستعمال في مجال واحد أو مجالين.
¬__________
(¬1) - انظر البداية والنهاية لابن كثير 4/219 حيث ذكر الدعوى هذه وبين بطلانها وكذبها، وأن هذا الكتاب مزود مكذوب مفتعل لا أصل له.
(¬2) - انظر الوثائق السياسية - ص411.
(¬3) - انظر الوثائق السياسية - القسم الثاني.