قال محمد بن إسحاق: فرجع عدو اللّه فرعون حين آمنت السحرة مغلوبا مفلولا، ثم أبى إلا الإقامة على الكفر، والتمادي في الشر، وتابع اللّه عليه بالآيات فأخذه بالسنين، فأرسل عليه الطوفان، ثم الجراد، ثم القمل، ثم الضفادع، ثم الدم، آيات مفصلات، فأرسل الطوفان وهو الماء، ففاض على وجه الأرض، ثم ركد لا يقدرون على أن يخرجوا، ولا أن يعملوا شيئا حتى جهدوا جوعا، فلما بلغهم ذلك: قالُوا يا مُوسَى ادْعُ لَنا رَبَّكَ بِما عَهِدَ عِنْدَكَ لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ ولَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرائِيلَ (134) فدعا موسى ربه فكشفه عنهم، فلما لم يفوا له بشيء فأرسل اللّه عليهم الجراد، فأكل الشجر، فيما بلغنى، حتى إن كان ليأكل مسامير الأبواب من الحديد حتى تقع دورهم ومساكنهم، فقالوا مثل ما قالوا، فدعا ربه، فكشف عنهم، فلم يفوا له بشيء مما قالوا، فأرسل اللّه عليهم القمل، فذكر لى أن موسى عليه السلام أمر أن يمشي إلى كثيب حتى يضربه بعصاه، فمشى إلى كثيب أهيل عظيم فضربه بها، فانثال عليهم قملا حتى غلب على البيوت والأطعمة ومنعهم النوم والقرار، فلما جهدهم قالوا له مثل ما قالوا له، فدعا ربه، فكشف عنهم، فلما لم يفوا له بشيء مما قالوا، أرسل اللّه عليهم الضفادع، فملأت البيوت والأطعمة والآنية، فلم يكشف أحد ثوبا ولا طعاما، إلا وجد فيه الضفادع قد غلبت عليه، فلما جهدهم ذلك، قالوا له مثل ما قالوا، فدعا ربه، فكشف عنهم، فلم يفوا بشيء مما قالوا، فأرسل اللّه عليهم الدم، فصارت مياه آل فرعون دما لا يستقون من بئر ولا نهر يغترفون من إناء إلا عاد دما عبيطا. وقال زيد بن أسلم: المراد بالدم: الرعاف. رواه ابن أبي حاتم. قال اللّه تعالى في الأعراف: ولَمَّا
124 سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية الصفحة
فبراير 17, 2021
الرئيسية >قال محمد بن إسحاق: فرجع عدو اللّه فرعون حين آمنت السحرة مغلوبا مفلولا، ثم أبى إلا الإقامة على الكفر، والتمادي في الشر، وتابع اللّه عليه بالآيات فأخذه بالسنين، فأرسل عليه الطوفان، ثم الجراد، ثم القمل، ثم الضفادع، ثم الدم، آيات مفصلات، فأرسل الطوفان وهو الماء، ففاض على وجه الأرض، ثم ركد لا يقدرون على أن يخرجوا، ولا أن يعملوا شيئا حتى جهدوا جوعا، فلما بلغهم ذلك: قالُوا يا مُوسَى ادْعُ لَنا رَبَّكَ بِما عَهِدَ عِنْدَكَ لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ ولَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرائِيلَ (134) فدعا موسى ربه فكشفه عنهم، فلما لم يفوا له بشيء فأرسل اللّه عليهم الجراد، فأكل الشجر، فيما بلغنى، حتى إن كان ليأكل مسامير الأبواب من الحديد حتى تقع دورهم ومساكنهم، فقالوا مثل ما قالوا، فدعا ربه، فكشف عنهم، فلم يفوا له بشيء مما قالوا، فأرسل اللّه عليهم القمل، فذكر لى أن موسى عليه السلام أمر أن يمشي إلى كثيب حتى يضربه بعصاه، فمشى إلى كثيب أهيل عظيم فضربه بها، فانثال عليهم قملا حتى غلب على البيوت والأطعمة ومنعهم النوم والقرار، فلما جهدهم قالوا له مثل ما قالوا له، فدعا ربه، فكشف عنهم، فلما لم يفوا له بشيء مما قالوا، أرسل اللّه عليهم الضفادع، فملأت البيوت والأطعمة والآنية، فلم يكشف أحد ثوبا ولا طعاما، إلا وجد فيه الضفادع قد غلبت عليه، فلما جهدهم ذلك، قالوا له مثل ما قالوا، فدعا ربه، فكشف عنهم، فلم يفوا بشيء مما قالوا، فأرسل اللّه عليهم الدم، فصارت مياه آل فرعون دما لا يستقون من بئر ولا نهر يغترفون من إناء إلا عاد دما عبيطا. وقال زيد بن أسلم: المراد بالدم: الرعاف. رواه ابن أبي حاتم. قال اللّه تعالى في الأعراف: ولَمَّا