على أن هناك اتجاهات مدمرة لأصل العقيدة والشريعة ومناف لإجماع الأمة، من هذه الاتجاهات:
من كان له مذهب نحى به منحى غير مقبول من الأغلبية، فأدى في زمانه إلى صراع فكري لإثبات بطلانها أخذ زمنا ليس بالقصير كالمعتزلة والزنادقة وغيرها.
منهم من اتخذ اتجاهات شاذة متطرفة ومغالية كالخوارج، ومنهم من وصل به التطرف لحد الكفر والإلحاد كالعلي إلهية والقدرية والباطنية والبابية والبهائية وغيرهم.
أما ما حصل من تحول في مسار المذاهب بعد إقحام بعضها في الصراعات السياسية، أو تحول بعضها إلى الاتجاه السياسي المحض فقد أدّى بالأمة إلى الانشقاق إلى فرقتين رئيسيتين استغلها أعداء الأمة على مر العصور لإثارة النعرات والتفرقة والاقتتال فيما بينها لخدمة مصالح الأعداء .. وهذا ما يفرح شياطين الإنس والجن عند ما ترى أمة الحبيب صلّى اللّه عليه وسلّم وهي تفترق وتتناحر، وهو ما لا يرضاه اللّه تعالى لهذه الأمة المرحومة، وهو أيضا ما يحزن الحبيب صلّى اللّه عليه وسلّم وآله الأطهار وصحابته الأخيار الذين رووا بدمائهم الزكية الطاهرة أرض اللّه الواسعة لنشر من أجل أن تكون كلمة اللّه هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى، فنسأل اللّه تعالى أن يحقن دماء المسلمين ويعيدهم إلى وحدتهم ودينهم وكتابهم وسنة رسولهم صلّى اللّه عليه وسلّم وطريق عظماء هذه الأمة من الآل والأصحاب والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .. والحمد للّه رب العالمين ...