لم يرد ذكر لأمة من الأمم في القرآن الكريم أكثر ما ذكر في بني إسرائيل، فيكفي أن نقول أن تكرار هذا المصطلح (بني إسرائيل) جاء 33 مرة، وكلمة إسرائيل جاءت مكررة 42 مرة. وقد تحدث الكتاب العزيز عن كل أحوال هؤلاء القوم وصفاتهم، وفصل في تبيان أساليب مكرهم وكذبهم ومحارتهم للفضيلة والخلق ممثلة بقتلهم الأنبياء والمصلحين ولَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ وقَفَّيْنا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وآتَيْنا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّناتِ وأَيَّدْناهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّما جاءَكُمْ رَسُولٌ بِما لا تَهْوى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وفَرِيقاً تَقْتُلُونَ (87)، (البقرة: 87) .. وإِذا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا بِما أَنْزَلَ اللَّهُ قالُوا نُؤْمِنُ بِما أُنْزِلَ عَلَيْنا ويَكْفُرُونَ بِما وَراءَهُ وهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً لِما مَعَهُمْ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِياءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (91)، (البقرة: 91) .. إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآياتِ اللَّهِ ويَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ ويَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَامُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ (21)، (آل عمران: 21).
وبعد ما يروي لنا القرآن الكريم قصة بني إسرائيل وكيف كفروا بنعمة اللّه تعالى وذلك من خلال آيات عدة، يقرر أن هؤلاء القوم سيفسدون ولكنهم سيعاقبون من أقوام آخرين، كما أن من خصائصهم العداوة والبغضاء رغم أن الناظر لهم يعتقد أنهم متوحدون.
هذا التحليل نجده واضحا وشاخصا أمامنا في الآيات المباركات التالية، إذ يقول اللّه تعالى:
وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ ورَفَعْنا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ واسْمَعُوا قالُوا سَمِعْنا وعَصَيْنا وأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَما يَامُرُكُمْ بِهِ إِيمانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (93)، (البقرة: 93) .. ولَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلى حَياةٍ ومِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وما هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذابِ أَنْ يُعَمَّرَ واللَّهُ بَصِيرٌ بِما يَعْمَلُونَ (96)، (البقرة: 96) ... أَوكُلَّما عاهَدُوا