9. كثرة الزلازل واختلال التوازن:
يقول العلماء أن كثرة الزلازل والبراكين في الآونة الأخيرة دليل على حركات جوفية أرضية بمعدلات أعلى من السابق، وهذا كله بسبب اختلالات التوازن البيئي التي سببها الإنسان، كما وأن الاحتباس الحراري واختلال طبقة الأوزون ستؤدي إلى زيادة معدل ذوبان الجليد في القطبين وارتفاع منسوب البحار، وهذا بدوره سيزيد من معدلات الأعاصير والبراكين والزلازل. كل ذلك سيدفع إلى تغيرات في بيئة الأرض مما سيؤدي إلى أن تكون المناطق المدارية والاستوائية أكثر مطرا من ذي قبل، وستعود جزيرة العرب كما كانت إلى مروج خضراء، وهذا هو بالضبط ما تنبأ به المصطفى صلى اللّه عليه وسلم قبل أكثر من 1400 عام خلت، ففي الحديث الذي ذكرناه آنفا لاحظنا أن النبي صلى اللّه عليه وسلم ذكر كثرة الزلازل. كذلك أخرج الإمام مسلم في الزكاة حديثا برقم (1681) قال: (حدّثنا يعقوب وهو ابن عبد الرّحمن القاريّ عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة أنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: (لا تقوم السّاعة حتّى يكثر المال ويفيض حتّى يخرج الرّجل بزكاة ماله فلا يجد أحدا يقبلها منه وحتّى تعود أرض العرب مروجا وأنهارا).
10. رج الأرض بالزلازل العنيفة:
بسبب ما ذكرناه من أمر الطي وتداخل المدارات واختلال الجاذبيات سيحصل في الأرض رج عنيف وزلازل هائلة، فمثلا حزام الكويكبات الموجود بين المشتري والمريخ سيتناثر ويضرب بقية الكواكب، وتتداخل الحقول الجاذبية الكواكب مع بعضها فتضطرب القوانين وتحصل الزلازل المدمرة وتثور البراكين وترج الأرض رجا قويا فتخرج ما في جوفها. يصف القرآن الكريم هذه الأهوال بقوله تعالى: إِذا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا (4) (الواقعة: 4)، وقوله تعالى: إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها (1) وأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقالَها (2) (الزلزلة) .. وكذلك قوله تعالى: وإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ (3) وأَلْقَتْ ما فِيها وتَخَلَّتْ (4) (الانشقاق) .. يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ والْجِبالُ وكانَتِ الْجِبالُ كَثِيباً مَهِيلًا (14) (المزمل: 14) .. كَلَّا إِذا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا (21) (الفجر: 21). وقد وصف القرآن الكريم هذه الأحداث المرعبة بوصف غاية في الترهيب لتقريب الصورة لأذهان الناس بقوله تعالى: يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (1) يَوْمَ