اتفق العلماء على أن انقلاب نظام الكون حقيقة علمية، وأن جميع الحسابات والمراقبات الدقيقة لما يجري على سطح الأرض وجوفها أو في الكون القريب أو السحيق تدل بما لا يقبل الشك على حتمية نهاية العالم.
صحيح أن الأرض اليوم قد بلغت كمال نموها وقرارها بحيث لا نخشى معه انقلابات عامة كالتي حصلت في العصور الجيولوجية المتقدمة لأسباب عدة منها:
1. أن البرودة التي حصلت على سطح الأرض ولا سيما في القطبين كافية لإطفاء ما يخرج من حرارة الأرض الداخلية التي توجب الدمار العام.
2. كون مساحة البحار أكثر من مساحة البر، والماء طبعه البرودة.
3. سمك قشرتها المحيطة بالمركز الناري التي تزداد يوما بعد يوم بالأسباب التي كونتها حين انفصلت واستقلت عن الكتلة الذرية الداخلية، وأسباب أخرى تتعلق بسقوط النيازك والأحجار السماوية بالآلاف يوميا.
إلا أن ذلك لا يمنع من حصول كثير من الأحداث الكارثية كالخسف وانجراف التربة والزلازل والبراكين والأعاصير والفيضانات وسقوط النيازك هنا وهناك، والملاحظ أن هذه الأحداث قد ازدادت بشكل مضطرد في القرنين الأخيرين لأسباب عدة منها التدخل البشري في قوانين حفظ البيئة وتطور أجهزة الرصد وأسباب أخرى، فقد أشارت الأرصاد الزلزالية والفلكية أن هذه الكوارث أصبحت أعنف وأشد وأكثر حصولا في ال 30 سنة المنصرمة عن ما سبقها. ومن أمثلة تلك الكوارث ما حصل من زلازل مرعبة كما هو الحال في زلزال اليابان سنة 1923 م الذي أهلك نصف مليون من البشر، وكذلك زلازل أمريكا عام 1939 م وأذربيجان بتركيا في نفس العام حيث خسفت قرى بأكملها وهلك بسببها زهاء 10000 من البشر، ثم هناك زلازل إيران والجزائر واليمن والمكسيك والصين والهند، ولن ننسى زلزال تركيا عام 1999 م وغير ذلك من الزلازل التي نسمع عنها ونشاهدها يوميا من على شاشات التلفاز. وهنا نتذكر حديث رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم الذي ذكر أن من علامات القيامة خسوف مشرقية