كما يمكننا أن نستشهد بما حصل قبل 65 مليون عام لنفس المنطقة التي يتوقع العلماء سقوط النيزك فيها ألا وهي الأمريكيتان عند ما سقط نيزك تشيكسكولوب على شبه جزيرة يوكاتان فأحال القارتين الأمريكيتين إلى رماد وأنهى كل أشكال الحياة فيها، وكما فصلنا في كتاب الفلك من هذه السلسلة، وما ذلك على اللّه ببعيد.
إن هذه الاستشهادات توضح بما لا يقبل مجالا للشك بأن أمر الحضارات البشرية لا يدوم على حال واحد، وأن البذخ والترف والبطر والتكبر مآلها جميعا للزوال بأمر اللّه تعالى إما بفعل بشري أو بفعل طبيعي أو بفعل مادي، فهل من معتبر؟! ..
ولعمري أن كل ما يحصل في الأرض وعلى كافة الأصعدة لهو تحقيق لوعد اللّه وقرب الساعة فكل علاماتها الصغرى قد تحققت وها نحن على أعتاب علاماتها الكبرى فكل ما أمامنا من مظاهر وفساد واقتتال وانكباب على الدنيا والهوى والشهوات وترك الدين وتحلل المجتمعات وكثرة الزلازل والبراكين والحروب وانفلات الشباب والنساء بدون واعز خلقي بهذا الشكل المخجل وتحول الحق إلى باطل والباطل حقا لهو بالضبط ما وصف في ظاهرة (الأعور الدجال) الذي استعاذ منه كل الأنبياء وخاتمهم صلى اللّه عليه وسلم عدا أن شخص الدجال لم يظهر بعد، ولعل ذلك هو بداية ظهوره لتتبعه بقية العلامات الكبرى الأخرى، واللّه أعلم.