إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتى ونَكْتُبُ ما قَدَّمُوا وآثارَهُمْ وكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ (12) (يس: 12)، أي نكتب ما عملوا ونسجله كالأثر الذي يترك على الأرض وكل شيء سجلناه وأحصيناه في كتاب دقيق خاص لهذا الغرض ... وفي سورة الزلزلة تفصيل أكثر: إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها (1) وأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقالَها (2) وقالَ الْإِنْسانُ ما لَها (3) يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبارَها (4) بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحى لَها (5) يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتاتاً لِيُرَوْا أَعْمالَهُمْ (6) فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ (7) ومَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8) (الزلزلة). فالأخبار التي تحدث عنها الأرض هي ما سجلته عليها من أعمال الناس. وقبل موت ابن آدم فإنه يرى مقعده من الجنة أو من النار، فيذهل ولا يحس بمن حوله ممن حضر ساعة وفاته فلا يستطيع أحد أن يؤثر عليه، وهذا هو معنى قوله تعالى: فَلَوْ لا إِذا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ (83) وأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ (84) ونَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ ولكِنْ لا تُبْصِرُونَ (85) فَلَوْ لا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ (86) تَرْجِعُونَها إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (87) فَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ (88) فَرَوْحٌ ورَيْحانٌ وجَنَّةُ نَعِيمٍ (89) وأَمَّا إِنْ كانَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ (90) فَسَلامٌ لَكَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ (91) وأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ (92) فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ (93) وتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ (94) إِنَّ هذا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ (95) فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (96) (الواقعة) .. وأخرج البخاري في الجنائز حديثا برقم (1290) قال: عن عبد اللّه بن عمر رضي اللّه عنهما أنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: (إنّ أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشيّ إن كان من أهل الجنّة فمن أهل الجنّة وإن كان من أهل النّار فمن أهل النّار فيقال هذا مقعدك حتّى يبعثك اللّه يوم القيامة).
80 سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية الصفحة
فبراير 17, 2021
الرئيسية >إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتى ونَكْتُبُ ما قَدَّمُوا وآثارَهُمْ وكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ (12) (يس: 12)، أي نكتب ما عملوا ونسجله كالأثر الذي يترك على الأرض وكل شيء سجلناه وأحصيناه في كتاب دقيق خاص لهذا الغرض ... وفي سورة الزلزلة تفصيل أكثر: إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها (1) وأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقالَها (2) وقالَ الْإِنْسانُ ما لَها (3) يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبارَها (4) بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحى لَها (5) يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتاتاً لِيُرَوْا أَعْمالَهُمْ (6) فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ (7) ومَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8) (الزلزلة). فالأخبار التي تحدث عنها الأرض هي ما سجلته عليها من أعمال الناس. وقبل موت ابن آدم فإنه يرى مقعده من الجنة أو من النار، فيذهل ولا يحس بمن حوله ممن حضر ساعة وفاته فلا يستطيع أحد أن يؤثر عليه، وهذا هو معنى قوله تعالى: فَلَوْ لا إِذا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ (83) وأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ (84) ونَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ ولكِنْ لا تُبْصِرُونَ (85) فَلَوْ لا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ (86) تَرْجِعُونَها إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (87) فَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ (88) فَرَوْحٌ ورَيْحانٌ وجَنَّةُ نَعِيمٍ (89) وأَمَّا إِنْ كانَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ (90) فَسَلامٌ لَكَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ (91) وأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ (92) فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ (93) وتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ (94) إِنَّ هذا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ (95) فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (96) (الواقعة) .. وأخرج البخاري في الجنائز حديثا برقم (1290) قال: عن عبد اللّه بن عمر رضي اللّه عنهما أنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: (إنّ أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشيّ إن كان من أهل الجنّة فمن أهل الجنّة وإن كان من أهل النّار فمن أهل النّار فيقال هذا مقعدك حتّى يبعثك اللّه يوم القيامة).