14. وتكثر الزلازل: على النحو الذي ذكرناه آنفا كما حدث رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم الذي وما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى (4)، (النجم) «1».
15. روى البخاري في صحيحه والحاكم في مسنده، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: ((لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز، تضيء أعناق الإبل ببصرى)) قال القرطبي، قد خرجت نار بالحجاز بالمدينة، وكان بدؤها زلزلة عظيمة في ليلة الأربعاء من جمادى الآخرة عام 654 ه. وقال النووي: تواتر العلم بخروج هذه النار عند جميع أهل الشام، واستمرت النار ثلاثة أشهر، وكانت تذيب الحجر ولا تحرق الشجر، وقال العماد ابن كثير رحمه اللّه: أخبرني القاضي صدر الدين الحنفي، قال: أخبرني والدي أن كثيرا من الأعراب رأوا صفحات أعناق إبلهم في ضوء تلك النار ببصرى «2».
16. وإن من أهم العلامات الصغرى بعد مبعثه صلى اللّه عليه وسلم ظهور الفتن العظيمة التي ستلحق بالأمة في آخر الزمان والتي ليس لها آخر حتى قيام الساعة، ومنها:
أ أخرج مسلم في صحيحه (الإيمان 169) عن أبي هريرة أنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال:
(بادروا بالأعمال فتنا كقطع اللّيل المظلم يصبح الرّجل مؤمنا ويمسي كافرا أو يمسي مؤمنا ويصبح كافرا يبيع دينه بعرض من الدّنيا) ... وأخرج أبو داود (الفتن والملاحم 3718) عن أبي موسى يقول قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: (إنّ بين أيديكم فتنا كقطع اللّيل المظلم يصبح الرّجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا القاعد فيها خير من القائم والقائم فيها خير من الماشي والماشي فيها خير من السّاعي قالوا فما
______________________________
(1) الاكتشافات العلمية الحديثة ودلالتها في القرآن الكريم، د. سليمان عمر قوش، ص 167.
(2) برنامج المعجزة الخالدة، الجزء الأول، دلائل النبوة، قرص مدمج، 1998.