معلوم أن التفسير مر بعدة مراحل وله عدة مدارس، منها مدرسة التفسير بالمأثور عن النبي صلى اللّه عليه وسلم والصحابة والتابعين رضي اللّه عنهم أجمعين، ومدرسة التفسير باللغة وعلومها وفنونها، ومدرسة التفسير بالرأي المحمود المستند للحقائق العلمية والتاريخية ومنها ما يعرف بالتفسير الموضوعي. «1» يعتبر سيدنا ابن عباس من أهم مصادر المدرسة الأولى لأنه حبر الأمة كما وصفه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فهو خير من نقل عن المصطفى صلى اللّه عليه وسلم .. يذكر رضي اللّه عنه في تفسير القوم الذين قاموا بالمهمة الأولى أي سبي بني إسرائيل بأنهم قوم من أهل العراق، وأن الثانية معطوفة على الأولى فالقوم نفس القوم في الأولى والثانية التي ستحصل في المستقبل.
أصحاب المدرسة الثانية انقسموا بين مقر بحصول الحالة الأولى فقط بينما الثانية لم تحصل بعد، وبين من قال أن الحالتين حصلتا وانتهى الأمر إلا إذا عادوا إلى فعلتهم فسيسلط اللّه تعالى عليهم من يخزيهم ويذلهم مرة أخرى واستندوا إلى قوله تعالى: وإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ
______________________________
(1) لمزيد من تفاصيل هذا الموضوع يمكن للقارئ الكريم الرجوع إلى كتابنا (القرآن منهل العلوم)، التفسير والتأويل، ص 100.