الحل أيها الأخوة والخلاص يكون بما بينه المصطفى صلى اللّه عليه وسلم في الحديث الذي يقول فيه: ((ليس على أهل لا إله إلا اللّه وحشة في الموت ولا في القبور ولا في النشور كأني أنظر إليهم عند الصيحة ينفضون رءوسهم من التراب يقولون الحمد للّه الذي أذهب عنا الحزن)). وهو مصداقا لقوله تعالى وقالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنا لَغَفُورٌ شَكُورٌ (34)، (فاطر: 34) .. لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ هذا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (103)، (الأنبياء: 103) ..
فكما كان هؤلاء المؤمنون مستقيمين على الحق لا يهمهم ولا يضرهم ظلم الطغاة ولا جور الباغين ولا غدر المنافقين، فإنهم سيكونون كذلك آمنين مطمئنين يوم يكون كل شيء حولهم يهتز ويتطاير وينفجر ويحترق، والناس لا يدرون أين يذهبون مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها وهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ (89)، (النمل: 89) .. فالفزع التي عنته الآية فهو تلك الأحداث المرعبة التي تكلمنا عنها، واللّه أعلم، نسأل اللّه تعالى أن يجعلنا وإياكم من هؤلاء الفائزين.