ورد لفظ القيامة في القرآن الكريم 70 مرة، كما جاء بمرادفات عديدة - أي بصيغ لفظية مختلفة تعطي نفس المعنى - في عدة سور، ومن هذه المرادفات الساعة، الآخرة، الطامة الكبرى، الصاخّة، القارعة، الواقعة، الحاقة، الغاشية، الميعاد، يوم الجمع، يوم البعث، يوم التغابن، يوم الحسرة، يوم التنادّ، يوم الوعيد، يوم الخروج، يوم التلاق، يوم الدين، يوم الفصل، يوم لا ريب فيه. والقيامة نوعان قيامة صغرى خاصة تخص الفرد وهي ساعة موته، والقيامة الكبرى التي تحصل في نهاية الزمن ليقوم الناس من قبورهم لغرض العرض على الواحد الديان فيأخذ كل ذي حق حقه، إما إلى نار وإما إلى جنة، وهي عامة تشمل جميع الخلائق منذ بدء الخليفة.
إن هذا الموضوع يعتبر بحق واحدا من أخطر المواضيع بل وأهمها على الإطلاق، والتي يجب أن يقف عندها الإنسان لأنها المآل والمصير الحتمي الذي أقرته كل الأديان، وفصله الإسلام أيما تفصيل، وأخيرا أقره حتى علماء الفلك والطبيعيات. يقول الإمام البخاري في صحيحه في باب القصاص: يوم القيامة وهي الحاقّة لأنّ فيها الثّواب وحواقّ الأمور الحقّة والحاقّة واحد والقارعة والغاشية والصّاخّة والتّغابن غبن أهل الجنّة أهل النّار.
أ. ومن حكمة اللّه تعالى أن جعل وقت قيام الساعة مجهول حتى لأحب خلقه صلى اللّه عليه وسلم كي يحث الناس على الخوف منها دوما، فسيكون أمرها سريعا كلمح البصر، مباغتا بشكل مفاجئ والناس لا يشعرون. وتذكرون أننا قد تحدثنا في كتاب الفلك أن العلم الحديث أثبت أن في الكون العميق الشاسع ينعدم الزمن لنسبيته، فالماضي والحاضر والمستقبل علاقات زمنية متداخلة تتناسب حسب المكان وعوامل أخرى عديدة، وأن الضوء القادم لنا من النجوم هو ماضي وليس حالة النجمة لحظة النظر إليها، فكل ما نرقبه من الكون هو ماضي وليس حال الحاضر، وسنفصل ذلك لا حقا في