هذا بالنسبة للجسد، فما هو حال النفس التي توفاها اللّه تعالى حين موتها .. تلك النفس تعود لتتراكب وتتزوج في جسد صاحبها فحينئذ: وإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ (7) (التكوير: 7) .. ثم يقوم الناس ليبعثروا قبورهم استعدادا للحساب والجزاء، وإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ (4) (الانفطار: 4).
هذه الحالة ستكون لنفخة الإحياء بعد حصول نفخة الإماتة وانتهاء العالم، وسواء أ كان العالم سينتهي بالاهتزاز والطي أو الانفجار، فإن الأكيد أن الناس سيشهدون هذه الأهوال بأم أعينهم .. أما المدة التي بين النفختين وكما ذكرنا أنها غير محددة بوحدة زمنية كما ذكر الحديث ..
كما وأن عملية تجمع الثقوب السوداء تلك الأثقال الهائلة في مراكز المجرات - كما اكتشف حديثا - سيؤدي إلى نهاية الكون بالطي، وإذن ستنطوي السماوات وينتهي الكون في لحظة نحن لا نزال نرقب ونتفحص ما قبلها لأننا نرقب ما مضى من أطياف الأجرام .. وعليه سيكون الأمر مفاجئا وسريعا كما يقول العلماء، فالأكيد أن القيامة ستحصل فجأة لأننا ذكرنا أن كل ما نراه من الكون هو ماض، بسبب سرعة الضوء المحدودة التي نستخدمها في تقنياتنا الحاضرة، فكل المراقبات هي لماض قصر أم كبر، خصوصا لتلك الأجرام السحيقة البعد عنا كالثقوب السوداء التي ستسبب طي الكون كما