وعلى هذا الأساس فإن القمر كان من معجزات النبي صلى اللّه عليه وسلم إلا أن ذلك لا ينفي أن علاقة انشقاق القمر بنهاية العالم سبق قرآني لحقيقة أثبتها علماء الفلك بما سيكون عند انتهاء كوننا المرئي.
8. تسجير البحار وتفجيرها:
الكون بطبيعته يتمدد ويبرد، ولكن إذا ما حصل الطي وتداخلت المدارات فإن الأمور ستنعكس أي أنه سيتقلص وينكمش ويسخن حسب قوانين الديناميكا الحرارية. هذا بدوره سيؤدي إلى تسخين البحار على الأرض، ومعلوم أن ماء البحر هو ماء مالح مكون من هيدروجين وأو كسجين ( H 2 O). ومعلوم أيضا أن الأوكسجين يشتعل والهيدروجين يساعد على الاشتعال، فإذا ما انفصلا عن بعضهما فإن أي طاقة حرارية تصل بهما إلى الاتقاد ستؤدي إلى اشتعال كل محيطات وبحار الأرض.
فالأمر أولا يحتاج إلى طاقة فصل للهيدروجين ( H) عن الأوكسجين ( O)، وهذه العملية تكون أسهل عند ما يكون الماء مالحا وهما لا ينفصلان إلا بشرارة كهربية - وهو ما يعمل في المختبرات الكيميائية اليوم من تجربة فصل الماء - ثم إلى طاقة اشتعالهما. عند تسخين البحار للسبب أعلاه تحصل لها تسجير، تزداد الحرارة للكون وتزداد تسخين البحار وتبخر المياه وتراكم الغيوم الرعدية، فتحصل شرارات البرق والرعد فينفصل الهيدروجين عن الأوكسجين، ثم بازدياد الحرارة يصلان إلى درجة اتقادهما فيحصل للهيدروجين انفجار مدوي - وهو ما معروف من خصائصه عند اتقاده إذ تحصل له قرقعة مدوية - وتشتعل البحار. هذا التفصيل السابق لمرحلتي التسجير والتفجير سبق بها القرآن الكريم ما توصل له علماء اليوم، فاسمع إلى قول اللّه تعالى في سورتي التكوير والانشقاق واللتان تتحدثان عن أهوال يوم القيامة: وإِذَا الْبِحارُ فُجِّرَتْ (3)،