بعد التكوير يحترق ما تبقى من الوقود فينتفخ النجم ويكبر حجمه أضعافا كثيرة، وهذا ما سيحصل لنجمنا الشمس أيضا، فيكبر حجمها مرات عديدة حتى يصل إلى مدار الأرض، وعندها سيكون مدار القمر حول الأرض بما يجعله في حالة خسوف، فيدخل في هذا الانتفاخ فيلتقيان.
هذا هو بالضبط ما عنته الآية المباركة في قوله تعالى من سورة القيامة: فَإِذا بَرِقَ الْبَصَرُ (7) وخَسَفَ الْقَمَرُ (8) وجُمِعَ الشَّمْسُ والْقَمَرُ (9) يَقُولُ الْإِنْسانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ (10) كَلَّا لا وَزَرَ (11) إِلى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ (12) يُنَبَّؤُا الْإِنْسانُ يَوْمَئِذٍ بِما قَدَّمَ وأَخَّرَ (13)، (القيامة). أي إذا تحير البصر وانخسف القمر والتقى بالشمس ستحصل ساعة نهاية العالم ويقول الناس أين المفر، لكن النتيجة واحدة وهي لقاء اللّه للحساب ... وفي هذا المعنى يدخل حديث المصطفى صلى اللّه عليه وسلم الذي أخرجه البخاري في باب الزكاة برقم (1381).
فعن عبد اللّه بن عمر رضي اللّه عنهما قال قال النّبيّ صلى اللّه عليه وسلم: (ما يزال الرّجل يسأل النّاس حتّى يأتي يوم القيامة ليس في وجهه مزعة لحم وقال إنّ الشّمس تدنو يوم القيامة حتّى يبلغ العرق نصف الأذن فبينا هم كذلك استغاثوا بآدم ثمّ بموسى ثمّ بمحمّد صلى اللّه عليه وسلم)، وزاد عبد اللّه بن صالح حدّثني اللّيث حدّثني ابن أبي جعفر (فيشفع ليقضى بين الخلق فيمشي حتّى يأخذ بحلقة الباب فيومئذ يبعثه اللّه مقاما محمودا يحمده أهل الجمع كلّهم) .. وأخرج البخاري في بدء الخلق حديث برقم (2961) قال:
حدّثني أبو سلمة بن عبد الرّحمن عن أبي هريرة رضي اللّهم عنهم عن النّبيّ صلى اللّه عليه وسلم قال (الشّمس والقمر مكوّران يوم القيامة).