بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
الحمد للّه رب العالمين والصلاة والسلام على أفضل وأشرف رسله وأنبيائه سيدنا محمد صلى اللّه عليه وسلم، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد.
فهذا هو لقاؤنا الأخير معكم في سلسلتنا (ومضات إعجازية).
وبعد استعراضنا السريع لبعض إعجازات كتاب اللّه جل جلاله خلال مسيرتنا في هذه السلسلة الميسرة، دعونا نرى ونسمع ونتأمل في بعض ما جاء في القرآن الكريم والسنة المطهرة حول ما سيكون من الأمر قبل قيام الساعة وخلاله وأهوال القيامة وأحوال الخلق فيها علّنا نفوق مما نحن فيه من غفلة الدنيا التي جثمت على الصدور فأصدأت القلوب وأعمت الأبصار، لما في ذلك من أهمية عظيمة ودلالات بالغة.
لقد أخبر اللّه تعالى في القرآن الكريم وسنة المصطفى محمد صلى اللّه عليه وسلم النبي الأمي قبل أربعة عشر قرنا أن هناك أمورا وأحداثا سوف تقع في وقت من الأوقات، تكون بمثابة الإشارات على قرب قيام الساعة ومن علاماتها أي علامات يوم القيامة.
والناس تسأل عن القيامة: عَمَّ يَتَساءَلُونَ (1) عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ (2) الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ (3) كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (4) ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (5)، (النبأ) .. يوم يخرج الناس من قبورهم متعجبين منتشرين كالجراد: خُشَّعاً أَبْصارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ كَأَنَّهُمْ جَرادٌ مُنْتَشِرٌ (7)، (القمر: 7) .. يوم يفر المرء من كل الناس: فَإِذا جاءَتِ الصَّاخَّةُ (33) يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (34) وأُمِّهِ وأَبِيهِ (35) وصاحِبَتِهِ وبَنِيهِ (36) لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَانٌ يُغْنِيهِ (37) وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ (38) ضاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ (39) ووُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْها غَبَرَةٌ (40) تَرْهَقُها قَتَرَةٌ (41) أُولئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ (42)، (عبس) ..
نجد أن الآيات التي نزلت في الجزء الثلاثين إبان الفترة السرية المكية كانت تقصد بناء تعرف المتلقي لخالقه من جهة، وليعرف الأهوال التي تنتظره عند قيام الساعة، فيهون عليه أمر الدنيا فيصبح إنسانا ربانيا يحب عمل الخير وإقامة شرع اللّه في الأرض كي يلاقي ربه بوجه أبيض .. فأي أهوال تلك التي أنبأ عنها القرآن الكريم عن نهاية العالم، وأذعن لها علم العصر الحديث بكل اختصاصاته .. نلاحظ أن جميع تلك الآيات