أثيرت حول هذه المسألة بعض الشبهات، وقد يقول بعض الناس أن المسألة تحتاج إلى إقناع أكثر، وهذا من حقهم لأن البشر يحكمون بالظاهر، نقول وباللّه التوفيق:
أ - يقول البعض أنه لو حصل ذلك لرآه البشر في كل الأرض، نقول إن الأمر حصل في جوف الليل وأغلب الناس نيام، كما وأن هذه الأمور لا يهتم بها إلا المختصون كما يحصل في أيامنا هذه، فإنك لا تجد أناس يهتمون بأمور الفلك إلا الاختصاصيين وبعض الأفراد الآخرين وهم قلة، هذا مع الأخذ بالاعتبار أن التطور اليوم قد وصل ذروته فما بالك في تلك الحقبة.
ب - يقول البعض أن الأمر قد يكون من قبل الظواهر الخادعة كالسراب مثلا وهو ما يعرف بال ( Optics) أو البصريات، نقول إن تلك الأمور تحصل في الأجواء المتطرفة الحرارة كالباردة جدا كما في القطبيين، أو الحارة جدا كما في أرض الجزيرة العربية ولكن عند وجود الشمس أي في وضح النهار وليس في جوف الليل لأن الشمس وانعكاسات أشعتها على رمل الصحراء تسبب ظاهرة السراب المعروفة، أما في حالتنا هذه فالمسألة تختلف، ثم أنه لم يسجل في تاريخ البشرية حالة كهذه من قبل.
ت - لقد ثبت ثبوتا لا مرية فيه ولا شك عند علماء الفلك ومن خلال الرصد والبحث أنه حصل بالقمر احتراقات وبراكين متعددة بأوقات وأزمنة شتى مما جعله غير صالح للحياة والمعاش فيه، ولا شك أن أحد هذه الحوادث بل أعظمها كان حينما أراد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ذلك فأوقعها اللّه تعالى معجزة له، حيث انفصلت منه قطعة كبيرة ثم عادت بفعل الجاذبية «1». بل إن إحدى القنوات الفضائية الأمريكية
______________________________
(1) الإيجاز في آيات الإعجاز، (الطبيب الشيخ محمد أبي اليسر عابدين رحمه اللّه تعالى)، طبع دار البشائر، دمشق، سوريا وهو من مطبوعات مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث بدبي، 1419 ه - 1999 م، ص 102 - 103، بتصرف.