فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمُ الطُّوفانَ والْجَرادَ والْقُمَّلَ والضَّفادِعَ والدَّمَ آياتٍ مُفَصَّلاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وكانُوا قَوْماً مُجْرِمِينَ (133).
أما الطوفان: فعن ابن عباس: هو كثرة الأمطار المتلفة للزروع والثمار، وبه قال سعيد ابن جبير وقتادة والسدي والضحاك. وعن ابن عباس وعطاء: هو كثرة الموت. وقال مجاهد: الطوفان الماء، والطاعون على كل حال. وعن ابن عباس: أمر طاف بهم.
وقد روى ابن جرير وابن مردويه من طريق يحيى بن يمان، عن المنهال بن خليفة، عن الحجاج، عن الحكم بن مينا، عن عائشة، عن النبي صلّى اللّه عليه وسلم: (الطوفان الموت)، وهو غريب. وأما الجراد فمعروف. وقد روى أبو داود عن أبي عثمان، عن سلمان الفارسي:
قال سئل رسول اللّه عن الجراد؟ فقال: (أكثر جنود اللّه لا آكله ولا أحرمه). وترك النبي صلّى اللّه عليه وسلم أكله إنما هو على وجه التقذر له، كما ترك أكل الضب وتنزه عن أكل البصل والثوم والكراث، لما ثبت في الصحيحين عن عبد اللّه بن أبي أوفى، قال: غزونا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم سبع غزوات نأكل الجراد. وقد تكلم على ما ورد فيه من الأحاديث والآثار في كتب الفقه والحديث والتفسير. والمقصود: أنه استاق خضراءهم، فلم يترك لهم زرعا ولا ثمارا ولا سبدا ولا لبدا، وأما القمل: فعن ابن عباس: هو السوس الذى يخرج من الحنطة. وعنه: أنه الجراد الصغار الذى لا أجنحة له. وبه قال مجاهد وعكرمة وقتادة.
وقال سعيد بن جبير والحسن: هو دواب سود صغار. وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: هي البراغيث. وحكى ابن جرير عن أهل العربية: أنها الحمنان، وهو صغار القردان، فرق القمقامة، فدخل معهم البيوت والفرش فلم يقر لهم قرار، ولم يمكنهم معه الغمض ولا العيش. وفسره عطاء بن السائب بهذا القمل المعروف. وقرأها الحسن البصري كذلك بالتخفيف. وأما الضفادع: فمعروفة، لبستهم حتى كانت تسقط في أطعمتهم