حجة بيت اللّه الحرام:
حج الإمام أحمد خمس مرات إلى بيت اللّه، حج منها ثلاث مرات ماشيا راجلا وذلك لأنه كان قليل المال ولكن ما منعه ذلك عن الحج.
ورعه وتقواه وتعففه:
من عظيم ما عرف به الإمام أحمد هو تعففه وله في ذلك قصص رائعة، فقد كان يسترزق بأدنى عمل وكان يرفض أن يأخذ من صديق ولا شيخ ولا حاكم قرضا أو هبة أو إرثا لأحد يؤثره به. وقد يقبل هدية ولكنه يعجل في إعطاء من أهداه هدية مثلها أو خيرا منها، رافعا بذلك شأن العلم والعلماء. ولقد أجمعت الأمّة على صلاحه وكان مضرب مثل في الصلاح والتقوى حتى أنّ بعض العلماء قال: لو أنّ أحدا قال إنّ الإمام أحمد هو من أهل الجنة لم يحنث ولم يتألى على اللّه تعالى، ودليلهم على ذلك إجماع أهل العراق والشام وغيرهم على هذا الأمر والإجماع حجة.
تنبيه: إجماع الأمة على هذا الأمر إنما كان بعد مماته.
منهجه العلمي ومميزات فقهه:
اشتهر الإمام أنه محدّث أكثر من أن يشتهر أنه فقيه مع أنه كان إماما في كليهما. ومن شدة ورعه ما كان يأخذ من القياس إلا الواضح وعند الضرورة فقط وذلك لأنه كان محدّث عصره وقد جمع له من الأحاديث ما لم يجتمع لغيره، فقد كتب مسنده من أصل سبعمائة وخمسين ألف حديث، وكان لا يكتب إلا القرآن والحديث من هنا عرف فقه الإمام أحمد بأنه الفقه بالمأثور، فكان لا يفتي في مسألة إلا إن وجد لها من أفتى بها من قبل صحابيا كان أو تابعيا أو إماما.
وإذا وجد للصحابة قولين أو أكثر، اختار واحدا من هذه الأقوال وقد لا يترجّح عنده قول صحابي على الآخر فيكون للإمام أحمد في هذه المسألة قولين.