فقوله صلّى اللّه عليه وسلّم لا يضع العصا عن عاتقه كناية عن كثرة السفر وقد علمت أنه يصلي فيضع العصا عن عاتقه ويأكل ويضعها عن عاتقه وينام ويغتسل وفي كل ذلك يضع العصا عن عاتقه ورسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم صادق فيما يقول، إذا هذه الكلمة سارت مسار العرف الدراج وهنا (أي في مسألة الطائر) عرف في السوق لو قال البائع هذا الطائر لا يفتأ عن التغريد يعني أنّ أكثر أوقاته التغريد.
وكان الشافعي يتمسك بالأحاديث الصحيحة ويعرض عن الأخبار الواهية والموضوعة.
واعتنى بذلك عناية فائقة. وقال الشافعي ذاكرا فضل اللّه تعالى عليه: ما كذبت قط وما حلفت قط باللّه تعالى صادقا ولا كاذبا. قال أبو زرعة: ما عند الشافعي حديث فيه غلط.
وقد وضع الشافعي في فن مصطلح الحديث مصطلحات كثيرة، لم يسبق إليها مثل:
الاتصال والشاذ والثقة والفرق بين حدّثنا وأخبرنا ...