انظرْ إلى الشمسِ، وَسَلْ مَن رَفَعَها ناراً، ومن نَصبَها مناراً، ومن ضَرَبها ديناراً، ومَن علّقها في الجوّ ساعةً، يَدِبُّ عقربَاها إلى قيامِ السّاعةِ، ومَن الذي آتاها مِعراجَها، وهَداها أدراجَها، وأحلّها أبراجَها، ونقَّلَ في سماءِ الدنيا سِراجَهَا، الزمانُ هي سببُ حصولِه، ومنشعبُ فروعِه وأصولهِ، وكتابهِ وفصولهِ، لولاها ما اتّسَقتْ أيّامُه، ولا انتظمتْ شهورُه وأعوامُه، ولا اختلف نورُه وظلامُه، ذهبُ الأصيلِ مِن مناجِمِهَا، والشفقُ يسيلُ مِن محاجمِها، تحطّمتِ القرونُ على قرنِها، ولم يَمْحُ التقادمُ لمحةَ حُسْنِها.
لقد صدق اللهُ العظيمُ إذ يقولُ:
{سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفاق} [فصلت: 53] .