وأخذ العهد على اليهود ثابت في القرآن والسنة (¬2) .
وبعض ما ورد في الصحيفة من أحكام ورد في أحاديث متفرقة (¬3) .
وأشير هنا إلى أن هذه الوثيقة، غير الصحيفة الثابتة وهي صحيفة علىّ (¬4) - رضي الله عنه - التي ظنها البعض هي صحيفة المؤاخاة (¬5) .
وبعد: فلا شك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخذ على اليهود العهود والمواثيق، وبتتبع كتب السنة والسيرة اتضح لي أن هذه العهود على أنواع:
الأول: العهد والميثاق على متابعته - صلى الله عليه وسلم - من قبل بعض اليهود وهو مصداق ما أخذه الله عليهم في التوراة وعلى لسان أنبيائهم - كما سبق -:
¬__________
(¬1) - انظر صحيح البخاري، مناقب الأنصار، باب إخاء النبي بين المهاجرين والأنصار 5/38؛ وانظر صحيح مسلم، كتاب فضائل الصحابة، باب مواخاة النبي بين أصحابه 7/183.
(¬2) - سورة الأنفال: الآية 56؛ وانظر مسند أحمد 1/119 و1/278.
(¬3) - انظر صحيح مسلم، كتاب العتق، باب تحريم تولي العتيق غير مواليه 4/216.
(¬4) - انظر صحيح مسلم، كتاب العتق، باب تحريم تولي العتيق غير مواليه 4/217؛ وفتح الباري 4 /85، فقد ذكرت صحيفة علي وما ورد فيها.
(¬5) - وسبب هذا الظن أن ما في صحيفة علي ورد كثير منه في الوثيقة (وليس في صحيفة علي إشارة لليهود).