2- وما رواه الطبري عن شهر بن حوشب أن نفرًا من اليهود جاؤا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: يا محمد أخبرنا عن أربع نسأل عنهن، فإن فعلت اتبعّناك وصدّقناك وآمنّا بك، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "عليكم بذلك عهد الله وميثاقه لئن أنا أخبرتكم بذلك لتصدقنّي"، قالوا: نعم - الحديث (¬2) .
الثاني: العهد والميثاق على مسالمة الرسول وأصحابه، وعدم المظاهرة عليهم وهذا خاص بيهود المدينة، على أن يبقوا بالمدينة ما أوفوا بذلك، وأدلة هذا كثيرة نذكر بعضًا منها:
1- قال الطبري - في ذكر غزوة الخندق - وخرج عدو الله حييّ بن أخطب حتى أتى كعب بن أسد القرظي - صاحب عقد قريظة وعهدهم - وكان وادع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على قومه، وعاهده على ذلك وعاقده - إلى أن قال: ويحك يا حييّ، إنك امرؤ مشئوم، إني عاهدت محمدًا فلست بناقض ما بيني وبينه، ولم أر منه إلا وفاء وصدقًا - إلى أن قال الطبري - فنقض كعب بن أسد عهده، وبرئ مما كان عليه فيما بينه وبين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (¬3) . (حيث وافق على طلب حييّ بمساعدة اليهود للمشركين ضد المسلمين).
2- وقال ابن سعد في حديثه عن غزوة بني قينقاع:
¬__________
(¬1) - المسند 1/278؛ ورواه الطبري في تفسيره عن ابن عباس أيضًا 1/431.
(¬2) - تفسير الطبري 1/432.
(¬3) - تاريخ الطبري 2/570.