هذه أهم الطرق التي وردت بها الوثيقة كاملة، مع الإشارة إلى أن هناك اختلافًا يسيرًا بينها، كالتقديم والتأخير، أو زيادة عبارات أو بنود قليلة مما لا يؤثر على مضمونها (¬3) .
وبعد فماذا قال العلماء حول هذه الوثيقة؟:
اختلف العلماء في هذه الوثيقة اختلافًا كبيرًا، والمجال لا يناسب هنا عرض جميع ما قيل فيها، ولكن نظرًا لأهميتها ولعلاقتها المباشرة بموضوع البحث فإني أختصر ما توصلت إليه حولها بما يلي:
1- ممن أثبت صحة هذه الوثيقة وانتصر لها الشيخ محمد الصادق عرجون في كتابه (محمد رسول الله) فقد ذكر عدة أدلة نصر بها ما ذهب إليه، واستعرض ما قيل فيها وأشار إلى الشواهد التي تؤيد صحتها ثم قال في ختام مبحثه: هذه نصوص وروايات تدل كثرتها واجتماعها على معنى واحد مع اختلاف رواتها زمنًا، واختلاف بعض عباراتها لفظًا على ثبوت هذا الكتاب ثبوتًا علميًا تاريخيًا، وأن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر بكتابته ليكون دستورًا للمجتمع المسلم، وموادعة لليهود ما داموا منتهين إلى ما فيه الوفاء (¬4) .
¬__________
(¬1) - الأموال لأبي عبيد رقم 517.
(¬2) - انظر كتاب الأموال لابن (زنجويه، تحقيق شاكر فياض رقم 750).
(¬3) - انظر المجتمع في عهد النبوة لأكرم العمري - ص 109.
(¬4) - انظر كتاب محمد رسول الله 3/170-175.