وسأذكر ما ورد في هذا الكتاب ثم أبين توثيقه، وما ذكره العلماء في صحة هذه المعاهدة (¬1) .
قال ابن كثير: قال محمد بن إسحاق:
كتب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كتابًا بين المهاجرين والأنصار وادع فيه اليهود وعاهدهم، وأقرهم على دينهم وأموالهم واشترط عليهم وشرط لهم.
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا كتاب من محمد النبي الأمي (رسول الله) (¬2) بين المؤمنين والمسلمين من قريش ويثرب ومن تبعهم فلحق بهم وجاهد معهم أنهم أمة واحدة من دون الناس - ثم ذكر ما للمهاجرين والأنصار من حقوق وما عليهم من واجبات ثم قال (¬3)
1- وأنه لا يحل لمؤمن أقر بما في هذه الصحيفة وآمن بالله واليوم الآخر أن ينصر محدثًا ولا يؤويه، وأن من نصره أو آواه فإن عليه لعنة الله وغضبه يوم القيامة، ولا يؤخذ منه صرف ولا عدل.
2- وإنكم مهما اختلفتم فيه من شيء فإن مرده إلى الله - عز وجل - وإلى محمد (¬4)
3- وأن اليهود ينفقون مع المؤمنين ماداموا محاربين.
4- وأن يهود بني عوف أمة من المؤمنين (¬5) لليهود دينهم وللمسلمين دينهم، مواليهم وأنفسهم، إلا من ظلم وأثم فإنه لا يوقع (¬6) إلا نفسه وأهل بيته.
¬__________
(¬1) - توسعت فيها قليلا نظرًا لشهرتها ولاعتماد كثير من المؤرخين عليها.
(¬2) - ما بين القوسين زيادة من الوثائق السياسية لمحمد حميد الله - ص 41.
(¬3) - قمت بوضع الأرقام لمزيد الإيضاح دون أي تغيير في النص أو السياق.
(¬4) - من باب قوله تعالى: (فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول) [النساء: 59].
(¬5) - لا يعني هذا أن دينهم الذي هم عليه الآن حق، ولكن لهم ما للمؤمنين، أو لأنهم أهل كتاب.
(¬6) - لا يوثق ويهلك.