وفي الحديبية أخذ الرسول - صلى الله عليه وسلم - البيعة من أصحابه على الموت وعلى ألا يفروا - كما سبق مفصلا - (¬2) ولكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد أن عزم على المضي إلى مكة وقتال من قاتله غيرّ موقفه فلماذا؟:
نجد الجواب فيما يرويه البخاري عن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم قالا: وسار النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى إذا كان بالثنية التي يهبط عليهم منها بركت به راحلته، فقال الناس: حل حل (¬3) فألحت (¬4) فقالوا: خلأت (¬5) القصواء، خلأت القصواء، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - ما خلأت القصواء وما ذاك لها بخلق، ولكن حبسها حابس الفيل، ثم قال: والذي نفسي بيده لا يسألوني خطة يعظّمون فيها حرمات الله إلا أعطيتهم إياها، ثم زجرها فوثبت، قال: فعدل عنهم حتى نزل بأقصى الحديبية (¬6) .
¬__________
(¬1) - صحيح البخاري، كتاب المغازي، باب غزوة الحديبية 5/161.
(¬2) - وذلك في مبحث بيعة الرضوان.
(¬3) - كلمة تقال للناقة إذا تركت السير، فتح الباري 5/335.
(¬4) - أي: تمادت على عدم القيام، فتح الباري 5/335.
(¬5) - الخلاء للإبل كالحران للخيل، فتح الباري 5/335.
(¬6) - صحيح البخاري، كتاب الشروط، باب الشروط في الجهاد والمصالحة مع أهل الحرب 3/239.