إن العدد كان أكثر من ألف وأربعمائة وأقل من ألف وخمسمائة فمن قال ألف وخمسمائة فقد جبر الكسر، ومن قال ألف وأربعمائة ألغاه، ومن قال ألف وثلاثمائة فيحمل على أن هذا ما اطلع عليه هو، وغيره اطلع على أكثر منه والزيادة من الثقة مقبولة.
أما ابن القيم (¬5) والبيهقي (¬6) فقد رجحا أن العدد ألف وأربعمائة، وما ذهب إليه ابن حجر والنووي أقرب للعمل بجميع الأحاديث (¬7) . والله أعلم.
على أي شيء كانت البيعة:
لما أشيع أن عثمان - رضي الله عنه - قتل دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أصحابه- رضوان الله عليهم- للبيعة- فهبوا إليه جميعًا ليبايعوه، ولم يتخلف سوى رجل واحد- يقال إنه كان منافقًا- وهو الجدّ بن قيس- كما في حديث جابر: فبايعناه غير جد بن قيس الأنصاري، اختبأ تحت بطن بعيره (¬8) .
سئل الصحابة -رضوان الله عليهم-: على أي شيء كانت تلك البيعة؟ فأجابوا بعدة إجابات أذكر أصّحها وأهمّها (¬9)
1- أجاب سلمة بن الأكوع - رضي الله عنه - بأنهم بايعوا على الموت:
¬__________
(¬1) - انظر صحيح البخاري، كتاب المغازي، باب غزوة الحديبية 5/157.
(¬2) - انظر صحيح مسلم، كتاب الإمارة، باب استحباب مبايعة الإمام الجيش 6/26.
(¬3) - شرح النووي على صحيح مسلم +13/2.
(¬4) - فتح الباري 7/440.
(¬5) - زاد المعاد 3/388.
(¬6) - ذكره عن ابن حجر في فتح الباري 7/440.
(¬7) - وهذا ما ذهب إليه الحكمي في مرويات غزوة الحديبية - ص53.
(¬8) - صحيح مسلم، كتاب الإمارة، باب استحباب مبايعة الإمام الجيش عند إرادة القتال وبيان بيعة الرضوان تحت الشجرة 6/25.
(¬9) - وقد ذكر الحكمي في كتابه مرويات غزوة الحديبية، الأحاديث والآثار التي وردت في ذلك، انظر مرويات غزوة الحديبية - ص138 وما بعدها.