رابعًا: العهود والمواثيق التي جرت في عهد الرسول - صلى الله عليه وسلم -
أشار القرآن الكريم إلى بعض المواثيق التي جرت في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - وذلك في عدة مواضع من القرآن، وبتتبع كتب التفسير والسنة والسيرة اتضح أن هذه العهود والمواثيق على نوعين:
النوع الأول: عهود ومواثيق باشرها - صلى الله عليه وسلم - مع أصحابها واتصفت بالإيجاب والقبول، وهذه أكثرها وأشهرها، وتحدث عنها القرآن أكثر من غيرها، وهي ثلاثة أقسام:
1- عهود ومواثيق أخذها الرسول - صلى الله عليه وسلم - على الصحابة.
2- عهود ومواثيق أخذها الرسول - صلى الله عليه وسلم - على اليهود.
3- عهود ومواثيق كانت بين الرسول - صلى الله عليه وسلم - وبين المشركين.
وسأقف مع هذا النوع من المواثيق والعهود مبينًا له ومفصلا وموثقًا، وذلك للأسباب التالية:
أ- أن القرآن الكريم تحدث عن هذه العهود والمواثيق في عدة مواضع، وصرح ببعضها كبيعة الرضوان.
ب- الأثر العظيم لتلك العهود والمواثيق في تاريخ الدعوة الإسلامية.
ج- إن هذا النوع بدأ قبل هجرة المصطفى - صلى الله عليه وسلم - واستمر حتى وفاته.
د- إن الرسول - صلى الله عليه وسلم - باشر هذه العهود بنفسه الكريمة، مع أصحابها.
النوع الثاني: رسائل ومكاتبات بعثها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتضمنت بعض العهود والمواثيق، وأشار إليها القرآن الكريم، وهي لأربع فئات:
1- عهود ومواثيق أعطاها الرسول - صلى الله عليه وسلم - لبعض القبائل التي دخلت الإسلام.
2- عهود ومواثيق أعطاها الرسول - صلى الله عليه وسلم - لبعض اليهود.
¬__________
(¬1) - انظر تفسير الطبري 13/12؛ وغرائب القرآن للنيسابوري 13/24؛ وتفسير التحرير والتنوير 13/18.